الملتقى العلمي للطلاب الجزائريين :: الأرشيف الاجتماعي :: Old4you :: الأرشيف العام :: قسم الكتاب والسنة
لا تغضب (نصيحة من ذهب )
الغَضَب طَاقة شيطَانيّة تَنبثق مِن النَّفس؛ في لَحظةٍ شرِّيرَة، يَعجز الإنسَان عَن السّيطرة عَليها، ويَكفي مِن خطُورة الغَضَب، أنَّ أحَد الصَّحابَة جَاء إلَى الرَّسول -صَلّى الله عَليه وبَارك- قَائلاً لَه: "أَوصني"، فقَال لَه: (لا تَغْضَب)، وفي روَاية ثَانية قَال لَه: (لا تَغْضَب، لا تَغْضَب، لا تَغْضَب، ولَكَ الجنَّة)..!
بَعد هَذا النَّص الشَّرعي، دَعوني أُعطيكم أمثلَة عَلى الخسَائر؛ التي تَلحق بالإنسَان جَرّاء الغَضَب..!
في سَابق الأزمَان، كَان في الاتّحاد لاعب مُنتقل مِن نَادي المَجد بيَنبع؛ اسمه "سعد بريك"، وكَان في الأهلي لَاعب اسمه "أمين دابو"، قَدِم مِن نَادي الإسماعيلي المِصري، وكَان "دابو" يُحاول استفزَاز وإغضَاب مُدَافع الاتّحاد "سعد بريك"، الذي بدَوره يَستجيب للاستفزَاز، فيَغضب ويَتصرَّف تَصرُّفاً يُعاقب عَليه القَانون ببطَاقة حَمْرَاء، ليَخسر الفَريق خَدمَات اللَّاعب، ويَفرح "دابو" بنَجاحه في إضعَاف الخِصم، الذي يَهتزّ مُستوَاه بسَبَب النَّقص، وبالتَّالي يَفوز الأهلي، وتِلك إحدَى نَتائج الغَضَب..!
وفي قصّةٍ أُخرَى، كَان أحد أصدقَائي لَديه عمَارة، وفي هَذه العمَارة رَجُلٌ يُماطل في دَفع قِيمة الإيجَار، وكَان صَاحبي يَتوعّده مِن فَترةٍ لأُخرَى، وذَات صَباح استَبدَّ بصَاحبي الغَضَب، واستولَى عَليه الشَّر، فتَرصَّد المُستأجر عِند بَابه، وحِين خَرَج أمسَكه مِن تَلابيب ثَوبه، وأشبعهُ ضَرباً ولَكماً، حتَّى سَالت الدِّمَاء، فمَا كَان مِن المُستأجر إلَّا الذِّهَاب للشُّرطة، التي ألقَت القَبض عَلى صَديقي صَاحب العِمَارة، وأودَعته السِّجن، وقَالوا لَه في السِّجن: (لَن تَخرج حتَّى يَتنازل صَاحب الحَق)، وهو المُستأجر، الأمر الذي جَعَل المُستأجر يُسَاوم ويُفاوض، وطَلَبَ مِن صَديقي صَاحب العِمَارة؛ التَّنازُل عَن كُلّ حقُوقه المَاليّة، مُقابل أن يَتنازل هو عَن دمَائه؛ التي سَالت عَلى مَمَر العمَارة..!
وهَكذا دَفع صَديقي ثَمن غَضبه؛ بأنْ تَنَازَل عَن قيمَة الإيجَار لمُدّة ثَلاث سَنوَات، كَان المُستأجر يُماطِل في سَدَادِها..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ الغَضَب طَاقة شرّيرة، لا يَقدر عَلى كَبحها إلَّا أصحَاب النُّفوس القَويّة والكَبيرة، وهَذا مِصدَاق لقَولِ الرّسول -صلّى الله عَليه وبَارك-: (لَيْسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ، إنَّمَا الشَدِيدُ الَّذِي يَملكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ).. فيَا قَوم كُونوا مِن الأشدَّاء..!!!
للكاتب احمد عبد الرحمان العرفج ]
بَعد هَذا النَّص الشَّرعي، دَعوني أُعطيكم أمثلَة عَلى الخسَائر؛ التي تَلحق بالإنسَان جَرّاء الغَضَب..!
في سَابق الأزمَان، كَان في الاتّحاد لاعب مُنتقل مِن نَادي المَجد بيَنبع؛ اسمه "سعد بريك"، وكَان في الأهلي لَاعب اسمه "أمين دابو"، قَدِم مِن نَادي الإسماعيلي المِصري، وكَان "دابو" يُحاول استفزَاز وإغضَاب مُدَافع الاتّحاد "سعد بريك"، الذي بدَوره يَستجيب للاستفزَاز، فيَغضب ويَتصرَّف تَصرُّفاً يُعاقب عَليه القَانون ببطَاقة حَمْرَاء، ليَخسر الفَريق خَدمَات اللَّاعب، ويَفرح "دابو" بنَجاحه في إضعَاف الخِصم، الذي يَهتزّ مُستوَاه بسَبَب النَّقص، وبالتَّالي يَفوز الأهلي، وتِلك إحدَى نَتائج الغَضَب..!
وفي قصّةٍ أُخرَى، كَان أحد أصدقَائي لَديه عمَارة، وفي هَذه العمَارة رَجُلٌ يُماطل في دَفع قِيمة الإيجَار، وكَان صَاحبي يَتوعّده مِن فَترةٍ لأُخرَى، وذَات صَباح استَبدَّ بصَاحبي الغَضَب، واستولَى عَليه الشَّر، فتَرصَّد المُستأجر عِند بَابه، وحِين خَرَج أمسَكه مِن تَلابيب ثَوبه، وأشبعهُ ضَرباً ولَكماً، حتَّى سَالت الدِّمَاء، فمَا كَان مِن المُستأجر إلَّا الذِّهَاب للشُّرطة، التي ألقَت القَبض عَلى صَديقي صَاحب العِمَارة، وأودَعته السِّجن، وقَالوا لَه في السِّجن: (لَن تَخرج حتَّى يَتنازل صَاحب الحَق)، وهو المُستأجر، الأمر الذي جَعَل المُستأجر يُسَاوم ويُفاوض، وطَلَبَ مِن صَديقي صَاحب العِمَارة؛ التَّنازُل عَن كُلّ حقُوقه المَاليّة، مُقابل أن يَتنازل هو عَن دمَائه؛ التي سَالت عَلى مَمَر العمَارة..!
وهَكذا دَفع صَديقي ثَمن غَضبه؛ بأنْ تَنَازَل عَن قيمَة الإيجَار لمُدّة ثَلاث سَنوَات، كَان المُستأجر يُماطِل في سَدَادِها..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ الغَضَب طَاقة شرّيرة، لا يَقدر عَلى كَبحها إلَّا أصحَاب النُّفوس القَويّة والكَبيرة، وهَذا مِصدَاق لقَولِ الرّسول -صلّى الله عَليه وبَارك-: (لَيْسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ، إنَّمَا الشَدِيدُ الَّذِي يَملكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ).. فيَا قَوم كُونوا مِن الأشدَّاء..!!!
للكاتب احمد عبد الرحمان العرفج ]
صفحة 1 من اصل 1
مواضيع مماثلة
سجل دخولك أو أنشئ حسابا لترك رد
تحتاج إلى أن تكون عضوا من أجل ترك الرد.