المواضيع الأخيرة
مثال للتداول
من طرف salma3li الثلاثاء سبتمبر 10, 2024 4:05 am

نصائح هامة للاستثمار في البورصة العراقية
من طرف salma3li الأحد سبتمبر 08, 2024 11:45 pm

إنشاء محفظة تداول
من طرف salma3li الجمعة سبتمبر 06, 2024 3:17 am

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 7 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 7 زائر

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 111 بتاريخ الخميس يناير 02, 2020 11:11 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 213 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو عبدالرحيم فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 2937 مساهمة في هذا المنتدى في 1884 موضوع

لونك المفضل


الملتقى العلمي للطلاب الجزائريين :: الأرشيف الاجتماعي :: Old4you :: الأرشيف العام :: قسم الفقه وأصوله

نظرات في مسيرة العمل الإسلامي » العربية.. وثقافة المترجمات

Admin
( العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم العربية وما لا يتم الواجب إلاّ به فهو واجب ) [ابن تيمية ]

من الأمور التي أصبحت من قبيل المسلمات في هذا العصر أن معرفة أكثر من لغة إنما يعتبر ـ وإلى حد بعيد ـ بمثابة الحواس الإضافية، أو هي وظيفة أساسية من وظائف الحواس الأصلية، وأن الذي يحرم من ذلك فقد حرم الكثير من المعارف والأفكار والثقافات والعقائد البشرية التي أصبح لا مفر للإنسان من الاطلاع عليها والتعامل معها بشكل أو بآخر، وتحديد موقعه منها بشكل دقيق، وقد لا يكون هذا الموضوع من الأهمية بالنسبة للجيل الماضي، كما هو عليه الآن. ذلك أن العالم بثقافاته وأفكاره ومعارفه،أصبح وكأنه دولة واحدة، وساحة صراع فكري، وحوار عقائدي بعد أن اختصر الزمان وانتقص المكان، وأصبح الإنسان يرى العالم ويستمع إليه من مكانه أو من وراء مكتبه، من خلال ما قدمته المدنية الحديثة من وسائل إعلام مرئية أو مسموعة أو مقروءة، أو من خلال وسائل النقل المتقدمة وأدوات الاتصال العجيبة.. ويمكننا القول: إن الذي يرضى لنفسه أن يعيش بعيداً عن إدراك الصورة العالمية للحياة ومعرفة التعامل معها ـ وقد أمكنه ذلك ـ أخرج نفسه من صورة الحياة، وقبل أن يعيش على هوامشها في عالمه الصغير الذي قد يراه كل شيء، وعطل ملكة التعلم التي وهبه الله إيّاها وأمره بتسخيرها واستخدامها.. وقبل لنفسه أيضاً أن يكون أحد أفراد جماعة الصم البكم.. والله تعالى يقول :

(ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا )

(الإسراء: 26).

أهمية اللغة في البلاغ المبين

فإذا كان الحكم على الشيء فرع عن تصوره، كما يقول علماء المنطق، وقد نُهى الإنسان عن اتباع أمر ليس عنده به سابق علم وتصور، فكيف للإنسان المسلم أن يعمل لدعوته ويتعامل مع مجتمعه والناس عامة، الذين هم أمة الدعوة ومحل الخطاب كما يصطلح لهم بعض علمائنا، دون علم دقيق مسبق لواقعهم وعاداتهم وعقائدهم ؟!

كيف يستطيع الإنسان المسلم أن يحقق هدفه، ويؤدي وظيفته، ويقوم بدوره على هذه الأرض دون أن يمتلك الوسائل الموصلة إلى الهدف ؟! ولعل من أهم هذه الوسائل: المعرفة بأحوال الأمم وعاداتها وعقائدها، ولا يتأتى هذا إلاّ بمعرفة اللغات التي تشكل الأوعية الطبيعية لثقافتها، والنوافذ الحقيقية التي لا بد منها لتحقيق التصور الصحيح عنها، ومن ثم يكون التعامل السليم معها.

والقرآن الكريم قدم للمسلمين صورة واضحة عن واقع العادات والعبادات والعقائد التي كانت سائدة في إطار اليهود والنصارى والوثنيين في عصر التنزيل، ليتمكن المسلم من معرفتها، ومن ثم تحديد وسائله للتعامل معها، وهذا يشكل منهجاً لا بد من التزامه في العمل الإسلامي والدعوة إلى الله، ورؤية قرآنية لا بد من تعديتها وحسن التعامل معها، وإلاّ كيف للإنسان المسلم أن يوصل خطاب التكليف إلى البشرية جمعاء، وهو على جهل بلسانهم يعقبه جهل بعاداتهم وعباداتهم وعقائدهم، والله تعالى يقول:

(وما أرسلنا من رسول إلاّ بلسان قومه ليبين لهم.. ) (إبراهيم:4)

فإذا كان الدعاة ورثة الأنبياء، وإذا كانوا الخلف لمتابعة الطريق وحمل رسالة النبوة، فلا بد لكي تتحقق عملية البيان من معرفة اللسان، فهل يمكننا أن نعتبر أن من رسالة المسلم في هذا العصر معرفة اللسان ؟ وأن خطاب الآخرين وإيضاح الإسلام لهم لا يمكن أن يتم إلاّ بلسانهم، وهذا قانون إلهي.. (بلسان قومه ليبن لهم ).

لذا كان لا بد من النظر إلى هذه القضية بالجدية الكاملة، وإعادة النظر بصلاحية المواقع القديمة والأحكام القديمة التي قد يشفع لها أنها كانت ثمرة لظروف وأحوال تبدلت، وأهميات اهتزت، وأولويات تغيرت..

إن معرفة لسان الأقوام الآخرين، كنافذة على حياتهم، وكوسيلة للتعامل معهم، أصبح ضرورة تقتضيها ظروف الحال، خاصة وأن علوم ووسائل المدنية الحديثة تكاد أن تكون حكراً على هذه اللغات الآن، والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها.. فتعلم اللغات يشكل ضرورة لخطاب القوم، ويشكل حاجة للتعرف على وسائل المدنية الحديثة التي غمرت حياتنا بخيرها وشرها، ولا بد من فهمها وحسن التعامل معها.

المنزلق الخطير

ولسنا الآن ونحن في هذه العجالة بسبيل أن نستوفي الكلام عن أهمية اللغات الأخرى، ومدى فائدتها وضرورتها، لكن الذي يعنينا هو الكلام عن المنزلق الخطير، الذي تزداد خطورته يوماً بعد يوم، والذي أصبحت ملامحه واضحة في حياتنا، وصورة مكرسة ومألوفة في عالم المسلمين اليوم، وخطورة هذا الأمر أنه لا يقتصر على العوام من المسلمين والبسطاء والسذج والأميين، وإنما يتجاوزهم إلى بعض المؤسسات الإسلامية، أو مؤسسات التعليم الإسلامي، وبعض القيادات الإسلامية ، وكثير ممن نذروا أنفسهم ليكونوا دعاة إسلاميين يسيرون على ميراث النبوة، ويحملون دعوة الإسلام إلى البشرية.

هذا المنزلق الخطير والشر المستطير الذي ينذر بسوء العواقب، ويبتعد بنا شيئاً فشيئاً عن الأصول، هو اكتفاء بعض دعاة الإسلام، وبعض القائمين على المؤسسات الإسلامية، من العربية بحفظ سورة الفاتحة وسورة أو سورتين من قصار السور يؤدون بها صلاتهم، وفيما وراء ذلك يتعرفون على الإسلام والعقيدة الإسلامية من بعض الكتب المترجمة إلى اللغات الأخرى، كالفرنسية والإنجليزية وغيرها من اللغات..

ونحن لا نريد هنا أن نحط من قدر هذه المؤلفات المترجمة عن الإسلام إلى اللغات العالمية، ولا نقلل من أهميتها وقيمتها وفائدتها وآثارها الكبيرة والكثيرة جداً في التعريف بالإسلام والمسلمين، فمن ذا الذي يستطيع أن ينكر الآثار الكبيرة والفوائد العظيمة التي تركتها كتب الأستاذ المودودي وغيره رحمهم الله ـ ؟! ولكن الذي نريد أيضاحه عدة أمور:

إن هذه المترجمات يمكن قبولها ابتداء للتعريف بالإسلام والمسلمين، لأنها تمنح الصورة الإسلامية، وتغري بالبحث والمتابعة، وتقود المسلم إلى التعرف على الإسلام من منابعه الأولى، وفهمه من خلال لسانه ومعهود العرب في الخطاب ودلالات الألفاظ كما هي بالعربية.. نقول : إن هذه المترجمات يمكن أن تقبل ابتداء لتقود إلى ما بعدها، وإن رضينا باستمرارها فيمكن أن يكون ذلك في مجال بسطاء المسلمين من غير العرب الذين لم تسمح لهم ظروفهم بالتحصيل والمتابعة، أما أن يقبل دعاة الإسلام والقائمون على شأن بعض المؤسسات الإسلامية بهذه الحال، وأن تكون معرفتهم الإسلامية وثقافتهم الإسلامية عن طريق هذه المترجمات عن الإسلام، فهنا تكمن الخطورة.. ذلك أن الترجمة مهما كانت دقيقة ومعبرة لا يمكن أن تعطي الصورة الصحيحة الدقيقة لمدلولات الألفاظ في لغة أخرى،، لها اصطلاحاتها، ولها استعمالاتها، ولها أوعيتها المرنة ومترادفاتها الغنية، ولها مجازاتها واستعارتها وكناياتها، .. حيث لا تتسع لذلك لغة أخرى مهما كانت المحاولة جادة وأمينة وصادقة ، ناهيك عن ثقافة المترجم وفهمه لمدلولات الخطاب الإلهي ومدى تأثره والمداخلة التي يمكن أن تتم خلال كل العوامل النفسية والثقافية المكونة لشخصيته الفكرية.. والله تعالى يقول

(إنّا أنزلناه قرآنّاً عربيا ً) ( يوسف:2) ويقول: (بلسان عربي مبين ) ( الشعراء: 195) فطريق معرفته لا يمكن أن تتأتي إلاّ من خلال معهود العرب في الخطاب ولغة العرب أيضاً.. فإذا كان العلماء المحققون والباحثون الجادون اليوم، على مستوى اللغة نفسها، يحاولون تجاوز فهوم أبناء اللغة نفسها، ويعودون للبحث عن الأصول والمخطوطات، يعودون للمعاجم لدراسة مدلولات الألفاظ، ويدرسون أيضاً رسم الخطوط ليتمكنوا من القراءة وليصلوا إلى الصورة الحقيقية والمدلولات الدقيقة للوحي الإلهي، ولنص الكتب والمعاهدات والمقررات والعقائد والأديان، فما بالنا نحن المسلمين، وعلى مستوى القيادات، نرى أنه بالإمكان أن نكون مسلمين، وأن يكون فهمنا للإسلام من خلال التصور الذي رسمته لنا الكتب المترجمة…

الوسيلة الوحيدة.. لفهم الإسلام

ونعود للتأكد مرة أخرى أن الدعوة لتعلم لغة العقيدة، والتعرف على العقيدة من خلال لسانها لا يعني إلغاء الترجمة وبيان الإسلام باللغات الأخرى، ولا التقليل من قيمة هذه الجهود المشكورة التي أضاءت الطريق لكثيرين ووصلتهم بالإسلام ولا تزال، ولا أن نتخذ موقفاً معاديـًا لها، وإنما نقول: إن العربية هي الوسيلة الوحيدة في نهاية المطاف لفهم الإسلام ..

يمكن أن نلمح ذلك من أن الإسلام لم يقم وزناً لقضية الأجناس والألوان والأموال، حْسبُها أنها فوارق قسرية، ليس من المقبول عقلاً أن تكون ميزان تميز وتفاضل ولو كان ذلك كذلك لكان الظلم عينه، وكانت وسيلة للصراع والاقتتال، ومن هنا أيضاً نلمح البدائية العجيبة عند الذين كانت القوميات والعصبيات والعنصريات والألوان والنزعات العرقية مناط دعوتهم، وهدف حركتهم.. وعلى الرغم من أن الإسلام لم يقم وزناً لهذه الفوارق القسرية، ولا بد منها لصيانة الأمة الواحدة وتشكيل أوعية متجانسة للعقيدة الواحدة التي تحفظ روح الأمة وتعبّر عن إرادتها .. ولذلك نرى التطبيق العملي لهذا في حياة المسلمين من غير العرب ، حيث لم يعتبر أحدهم أن بإمكانه الاستغناء عن العربية والاقتصار على ما يفهم من الإسلام بلغته، أ و أبناء جنسه الذين أسلموا وتعلموا العربية، بل كانت العربية غاية مناه ووسيلة فهمه لإسلامه وعقيدته، فكان منهم مؤلفون وعلماء ومفسرون ومؤرخون وأصوليون أدركوا من مدلولات الخطاب ما أدركه العرب أنفسهم ، بل وصلوا إلى مرتبة الإمامة في اللغة والفقه والتفسير والحديث وما إلى ذلك من العلوم التي لا تتوفر إلا لمن أتقن العربية وعلومها..

إنهم كانوا يدركون تماماً أن العربية من الدين، وأن لا سبيل إلى فهم العقيدة والتزام الشريعة بغير العربية، وبذلك يقول أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله في (الموافقات ).

(إن هذه الشريعة المباركة عربية، فمن أراد تفهمها فمن جهة لسان العرب يفهم، ولا سبيل إلى تطلب فهمها من غير هذه الجهة.. )

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( تعلموا العربية فإنها من دينكم.. )

لذلك رأينا علماء الأصول يفردون في كتبهم مباحث نفيسة للغة العربية ودلالاتها باعتبارها وسيلة لفهم الشريعة.. ومن هنا يقول الإمام الشافعي رحمه الله، وهو أول من أصّلَ الأصول: ( فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده حتى يشهد به أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويتلو به كتاب الله، وينطق بالذكر فيما افترض عليه من التكبير ومن التسبيح والتشهد وغير ذلك.. )

والرسول صلى الله عليه وسلم: يقول: (من يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالعجمية فإنه يورث النفاق ) وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: ( فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو و واجب.. ).

الهجوم على العربية استهدف به الدين

والعربية: اللسان، والدعوة إليها من أمر العقيدة، يستوي فيه موقع المسلم العربي والمسلم غير العربي، على الرغم من ردود الفعل والإساءات التي حملها دعاة النزعات الإقليمية والعرقية، والقوميات، وأرادوا حبس لغة العلم والحضارة والعقيدة ضمن أسوار النزعات الإقليمية، وكان بعضهم من البساطة لدرجة ظن معها أنه يحسن بذلك صنعاً، ولم يدر أنه يمثل مطية لمرحلة كان لا بد منها، هي: مرحلة العبور من الإسلام إلى اللادينية التي تحارب الإسلام، وتحارب العرب مادة الإسلام، وتحارب لسان العربية الإسلام.. ومع الأسف فإن البسطاء من المسلمين غير العرب وصل عندهم رد الفعل إلى المدى الذي رُسم لهم ابتداء، فأصبحوا ينظرون بارتياب إلى كل دعوة تعريب اللسان، وما دروا أنهم بذلك أساؤوا لأنفسهم، ووقفوا عن غير قصد منهم في صف أعداء الإسلام، فأصبحوا يعتبرون أن كل دعوة للعربية هي دعوة للإقليمية، وفاتهم أن موقعهم من لغة العقيدة لا يختلف عن موقع العرب منها أو موقعها منهم، وأن دعاة الإقليمية من العرب كانوا تاريخياً أعجز الناس عن تقديم أية خدمة للعربية، بل معظمهم لا يحسن النطق بها، ولا يقيم لسانه بالقليل منها..

ولقد كنا نتوهم أن الهجوم على العربية بأشكاله المتعددة، ووسائله المختلفة، الذي تولى كِبْره، كمال أتاتورك على المستوى السياسي، أصبح تاريخاً بعد أن سقطت الأقنعة عن الوجوه، وارتدت الأسلحة إلى نحور أصحابها، لكن الحقيقة أن أعداء الإسلام الذين يقول الله عنهم :

(.. ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا.. ) (البقرة:217) لم يكلّوا ولم يملُّوا ، وكلما سقطت راية رفعوا غيرها، وكلما انكشفت وسيلة استبدلوها بسواها، وكلما خسروا معركة تحرفوا لموقع آخر يقاتلون فيه، ويمكن أن يكون خرق اللغة، بالنسبة إليهم، هو من أعظم الخروق التي ينفذون منها دون ضجيج وبشكل هادئ.

لقد أدركوا أن الهجوم المباشر على العربية، والدعوة المباشرة إلى استبدال العامية بها، ترك ردود فعل قوية على مختلف المستويات، فكان لا بد من تغيير الوسيلة والتسلل لتحقيق أهدافهم بهدوء وصمت .. فمن دعوى إلى تطوير الحرف العربي والخط العربي، وتقديم المسوغات التكنولوجية لذلك ـ وصناعة التكنولوجيا بأيدهم كما هو معلوم ـ إلى الدعوى التي تقول بضرورة التفريق بين لغة العلم ولغة الدين، وأن العربية لا تصلح كلغة علمية، لأنها لغة دينية مكانها المعابد والمساجد والكتب المقدسة، كالسريانية واللاتينية والهيروغليفية وبعض اللغات الميتة التي تقتصر معرفتها على بعض رجال الدين بعيداً عن واقع الحياة، ولعل القضية هذه هي مظهر واضح من القضية الأساسية، فصل الحياة عن الدين.

عجمة اللسان تؤدي إلى عجمة القلب والفكر

ولقد حقق أصحاب هذا الاتجاه معظم أهدافهم، ذلك أن دراسة العربية وعلومها بالشكل المطلوب أصبح معزولاً عن مدارسنا وجامعاتنا، ومقتصراً على بعض المدارس الشرعية التقليدية، وفي حلقات المساجد، والكثير من العلوم والدراسات تقرر في عالمنا العربي والإسلامي باللغات الأجنبية، ولعل الجامعة الوحيدة التي تدرس العلوم بالعربية هي جامعة دمشق، ولا زالت عملية ترجمة العلوم وتعريبها والجهود في هذا المجال تعيش في الخطوط الخلفية للمجتمع العربي الإسلامي، وقليل من يستفيد منها، وإلى الآن لم تؤخذ بقوة..

ولقد تسللت المؤامرة على العربية إلى بعض الأجواء الإسلامية، وسقط في مناخها بعض الإسلاميين، وإنما أوتوا بسبب عدم معرفتهم العربية، فخرجوا على الناس بمسوغ أن لا مانع من إسلامية التفكير وأعجمية التعبير، لذلك نرى بعض دعاة الإسلام في هذا العصر من ضحايا هذه النظرة يحاولون الفصل العضوي، ويعيشون على ثقافة المترجمات ويعجزون عن الاتصال بالمنابع الأولى، وفاتهم أن التعبير يطبع التفكير، والتفكير يطبع التعبير، وأن التفاعلات النفسية والاجتماعية التي تترافق مع ألفاظ اللغة ومصطلحاتها أصبحت من القضايا الواضحة في هذا العصر..

ولا شك عندنا أن اللغة كائن حي يقوى بقوة الأمة، ويضعف بضعفها، وأنها الوعاء الذي حفظ للأمة عقيدتها وتراثها، والحصن الذي حمى قيمها من الاضمحلال والذوبان أمام الموجات الاستعمارية، وأن تراجع العربية هو ثمرة لضعف الإسلام في نفوسنا، وأن العلوم الحديثة ـ التي تهتم بوسائل الإنسان جاء معظمها باللغات الأجنبية، وأن تخلفنا الحالي لا يسمح لنا بأن نكون من روادها، وعجزنا اللغوي يقصر بنا عن ترجمتها إلى العربية.. لذلك فإننا نتعلم من جانب ونتعجم من جانب آخر، وأن اللغة هي وسيلة النقل الحضاري بين الأجيال، والخطورة بأن تقود عجمة اللسان إلى عجمة القلب والفكر، ويبقى تعلم اللغات الأخرى حاسة إضافيه وضرورة للفرد المسلم، لكنه لا يجوز بحال من الأحوال أن يلغي حواسّه الأصلية، أو أن يكون البديل عنها.. ذلك أن اللغة العربية هي مستودع شعوري هائل يحمل خصائص الأمة وتصوراتها وعقيدتها وتاريخها، وهذه الخصائص هي التي تمثل روح الأمة المسلمة .
walid95
موضوع جميل جداا شكرا جزيلا لك في انتظار جديدك القادم
مواضيع مماثلة

سجل دخولك أو أنشئ حسابا لترك رد

تحتاج إلى أن تكون عضوا من أجل ترك الرد.

انشئ حسابا

الانضمام إلى مجتمعنا من خلال إنشاء حساب جديد. من السهل


أنشئ حسابا جديد

تسجل دخول

هل لديك حساب بالفعل؟ لا توجد مشكلة، قم بتسجيل الدخول هنا.


تسجيل دخول