المواضيع الأخيرة
طريقة بيع الاسهم
من طرف salma3li اليوم في 4:19 am

توصيات الاسهم السعودية عبر الجوال
من طرف salma3li اليوم في 2:38 am

فتح محفظة أسهم
من طرف salma3li أمس في 4:06 am

طرح أسهم حقوق أولوية الباحة لزيادة رأس المال
من طرف salma3li الأربعاء مايو 08, 2024 11:51 pm

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 111 بتاريخ الخميس يناير 02, 2020 11:11 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 213 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو عبدالرحيم فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 2912 مساهمة في هذا المنتدى في 1859 موضوع

لونك المفضل


الملتقى العلمي للطلاب الجزائريين :: الأرشيف الاجتماعي :: Old4you :: الأرشيف العام :: قسم الفقه وأصوله

نظرات في مسيرة العمل الإسلامي » تأملات في مسيرة العمل الإسلامي(2)

Admin
(لا خير فيهم إن لم يقولوها.. ولا خير فينا إن لم نسمعها )

[عمر بن الخطاب رضي الله عنه ]

نرى أنه لا بد من أن نقرر ابتداء أن عمليات النقد والمناصحة والتقويم والمراجعة، ووسائل العاملين في حقل الدعوة الإسلامية ـ بهدف التصويب ـ ليست بالأمر الجديد أو المبتدع في المجتمع الإسلامي.

المنهج القرآني.. في التصويب والتسديد

إن المنهج القرآني والتدريب النبوي بلغ في ذلك المدى الذي لم يدع مجالاً لشك أو التباس أو غموض، حتى إن عمليات التصويب والتسديد تناولت الرسول القدوة صلى الله عليه وسلم في بعض ما اجتهد فيه، فقال تعالى:

(ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يُثخنَ في الأرض تُريدُونَ عرض الدنيا والله يُريد الآخرة والله عزيز حكيم. لو لا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) (الأنفال: 67 ـ68)، وقال: (عفا الله عنك لِم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين ) (التوبة:43).

وعندما رأى صلى الله عليه وسلم عدم استقبال عبد الله بن أم مكتوم، وتولى عنه ليستقبل كبراء قريش، اجتهاداً منه بأن في ذلك مصلحة الإسلام والمسلمين، نزل قوله تعالى:

(عبس وتولى أن جاءه الأعمى.. وأما من جاءك يسعى وهو يخشى. فأنت عنه تلهى. كلا إنها تذكرة.. ) (عبس: الآيات1ـ11).

كما أن القرآن الكريم عرض لكثير من الغزوات والأعمال عندما كان يربي الجيل الأول على الإسلام؛ ليكون (الجيل القدوة )، وعرض كثيراً من جوانب الخطأ والتقصير على المستوى الفردي والجماعي؛ حتى وصل في أعقاب بعض المواقف إلى القول: (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ).

ففي غزوة بدر الكبرى جاء قوله تعالى: (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعدما تبين كأنما يُساقون إلى الموت وهم ينظرون ) (الأنفال:6)

وفي غزوة أحد جاء قوله تعالى:

( ولقد صدقكم الله وعدهُ إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين. إذ تصعدون ولا تلوون على أحدٍ والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غماً بغم لكي لا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم )

(آل عمران : 152 ـ 153).

وفي غزوة تبوك جاء قوله تعالى:

(يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلاّ قليل. إلا تنفروا يُعذبكم عذاباً أليماً.. ) (التوبة: 38 ـ 39).

وفي غزوة حنين جاء قوله تعالى:

(.. ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين.. ) ( التوبة: 25).

ولسنا الآن بسبيل استقصاء هذا، وتكفي نظرة اطلاعية وليست استقصائية لكثير من أسباب النزول، وكثير من أخبار السير والمغازي لتؤكد أن حراسة القضية الإسلامية، وبناء قاعدة المجتمع الإسلامي الصلبة، وتربيتها على الإسلام الصحيح إنما كانت بالتسديد الدائم والتبصير بالأخطاء ليتم استدراكها فتصوب المسيرة..

إنه المنهج القرآني والآيات القرآنية الخالدة تتلى على الأجيال، جهاراً نهاراً، لتبصر منهج حركتها، وتتجنب الخطأ في مسيرتها، وتلتزم المناصحة لا تحيد ولا تنصرف عنها لأي سبب أو توهم، وقد مارسها جيل القدرة على أعلى المستويات وأدناها، فالدين النصيحة في الإسلام وهي لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم..

توقف عمليات النصح والتقويم

ولا بد لنا أن نعترف أيضاً أن كثيراً من العاملين للإسلام اليوم ليسوا بمنأى عن الإصابة بالأمراض والعلل التي أصابت مجتمعاتهم المختلفة، فهم قد يتميزون عن غيرهم بفكرهم وعقيدتهم لكنهم يشاركون مجتمعاتهم بممارساتهم وأعمالهم إلى حد بعيد .. لذلك ونتيجة للسقوط تحت وطأة وضغط هذه المجتمعات أقفلت مجالات الحوار التي شرعها الإسلام، وتوقفت عمليات المناصحة والنقد والدراسة والتقويم بالحجم والقدر المطلوب، وسادت عمليات التبرير والإطراء والمديح، فتكرست الأخطاء، وافتقدنا الصواب والتصويب ـ مسؤولية كل مسلم ـ وقد أشرنا سابقاً إلى توقف عملية الرقابة العامةـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ باسم الخوف على الصف الإسلامي من التخلخل وحدوث التشويش نوع من التوهم.. فالخوف إنما يكون من استمرار المعاصي والأخطاء وليس في معالجتها ليصبح العمل سليماً معافى، خاصة وأن تجربة الرقابة العامة في المجتمع الإسلامي القدوة غنية أيما غنى ..

ولا شك عندنا أن كثيراً من الإخوة، الذين تحفزهم الغيرة على المصلحة الإسلامية، والإخلاص للعمل الإسلامي لا يرون أن تتم عمليات النقد والمناصحة للعمل الجماعي بشكل ظاهر واضح بحجة أن ذلك يمكن أن يمكِّن العدو من معرفة عيوب العمل الإسلامي وأخطائه وتقصيره، وبالتالي يحاول التسلل إليه من هذه الفتوق، ويشتد في إنهاكه والغارة عليه، في الوقت الذي نرى من شراسته وعدوانه ما لم يدع استزادة المستزيد، فيخشى والحالة هذه أن تنقلب عمليات النقد والمناصحة إلى مساهمة سلبية في إنهاك العمل.. وتختلط في ذهنهم طرائق مناصحة الفرد لتصويب بعض أخطائه والتي يجب أن تتم في إطاره وإلا خرجت إلى لون من التشهير، وطرائق مناصحة الجماعات ذات التوجه العام والقاعدة العريضة المتباعدة، حيث يجب أن تتم مناصحة الجماعات على شكل معلن لتأتي عامة فيراها الجميع وتكون ملكاً لهم ..

ونحب أن نوضح لهؤلاء الإخوة أن الأعداء الذين نالوا منّا ما نالوا أعرف بأخطائنا منا، لأنهم كانوا ولا يزالون يتسللون من خلالها، ويحققون إصاباتهم من قبلها، ويستميتون في تكريسها واستمرارها وعدم قدرتنا على إبصارها، وتخويفنا من معالجتها، والواقع الذي لا نحسد عليه دليل ما نحن بصدده، فأعداء الإسلام يعرفون أخطاءنا وتقصيرنا، والذي لا يعرفها أو لا يحب أن يعترف بها هو فقط نحن، لأننا مصرون عليها، عاجزون عن معالجتها وتجاوزها، وقد تكون كتابات الأعداء ووثائقهم التي يفرج عنها مصدراً لمعرفتنا بها في كثير من الأحيان لكن بعد فوات الأوان ..

خطورة الإبقاء على الأخطاء وتعطيل الحوار والمناصحة

إن السبب على الإبقاء لسبب أو لآخر، وعدم كشفها وتبصير الجيل بها، ومن ثم معالجتها هو أشبه ما يكون بوجود الألغام الموقوتة التي تزرع في الجسم الإسلامي، وقد يكون فتيلها في يد العدو يفجرها بين حين وآخر لتودي بالعمل الإسلامي كلما حاول النهوض وكاد أن يستوي على سوقه.. لذلك فإن فلسفة التبرير وتوقف المناصحة وتعطيل الحوار وعدم دراسة جوانب التقصير لا يقتصر على تكريس هذه الأخطاء ونموها، وإنما يؤدي إلى تكرارها.. ولا بد أن يدرك دعاة الإسلام على مختلف مواقعهم أن الخطورة، كل الخطورة في التستر على الخطأ والقبول بالإبقاء عليه، فتنمو العلل في جسمنا، وليست الخطورة في بيانه ومعالجته.

إننا لا نشك في إخلاص كثير من الذين يحذرون من عمليات النقد، وغيرتهم على العمل الإسلامي، ولكننا نشك في إدراكهم وصوابهم، حيث لا يكفي الإخلاص لبلوغ العمل غايته بل لا بد من الإدراك؛ وعمليات التصويب ـ كأمر مطلوب ـ لا تقل أهمية عن الإخلاص إن لم تكن هي الإخلاص أيضاً، بل لا بد منها ليأتي الإخلاص بالثمرة بإذن الله تعالى..

لقد كان هذا هو منهج علماء الحديث الذين أخذوا على عاتقهم القيام بالمحافظة على سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا العمل الضخم، وضع أصول الجرح والتعديل ونقد السند.

والمتن، الأمور التي لو التزمها المسلمون في حياتهم وممارساتهم اليومية لكانوا أقرب إلى الصواب وأبعد عن الخطأ، فبعض الرواة، على الرغم من أنهم على مرتبة من العبادة والإخلاص لا يتطرق إليها شك، ومع ذلك لم تقبل روايتهم لعدم قدرتهم على الضبط، ولسيطرة الغفلة عليهم..

ولقد وصل الإخلاص ببعضهم، عن حسن نية في مجال الترغيب والترهيب إلى وضع زيادات لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندما سئلوا عن ذلك والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( من كذب عليَّ عامداً متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) .

قالوا:

(إننا كذبنا له ولم نكذب عليه ).. فكان هذا محل رفض من علماء الحديث، فإن الكذب له بمرتبة الكذب عليه، ولو كان دافع الكذب عليه: الزندقة وكراهية الإسلام؛ ودافع الكذب له: الترغيب في الخير والترهيب من الشر..

إننا نعتقد أن هؤلاء المخلصين كالأم التي تصل غيرتها ومحبتها لوليدها الوحيد إلى عدم تقويم سلوكه وتربيته على تحمل المسؤولية، حفاظاً على شعوره فتصنع منه إنساناً هشاً عاجزاً عن مواجهة مشكلاته، وقد تؤدي محبتها له وحرصها عليه إلى موته، لأنها تحول دون تسليمه للطبيب خشية أن يخاف من مقابلته أو يتألم من بعض علاجه دون أن تدري أنها آلام موقوتة تضمن له الصحة والعافية والحصانة ضد الأمراض ..

لكن تبرز هنا قضية على غاية من الأهمية لا بد من التنبه لها: إنها قضية الالتزام بأدب الإسلام في الحوار والخلاف في وجهات النظر، والجدال بالتي هي أحسن، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ومخاطبة الناس على قدر عقولهم حتى لا يكذب الحق؛ وإعطاء الآخرين الحق نفسه في إبداء الرأي، والتزام منهج النبوة في أن ينصرف التقويم والتصويب والنقاش للأعمال والأفكار والبعد عن تناول الأشخاص والهيئات والجماعات، فالرسول صلى الله عليه وسلم الذي يعتبر سكوته تشريعـًا وإقراراً لم يكن يسكت عن أي تقصير أو انحراف لكنه كان يعمم النفع على مجتمع المسلمين ويشيعه فلا يقعون بما وقع به صاحب الخطأ، فيقول: (ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا.. يقولون كذا وكذا.. ) ذلك أنه من كان آمراً بالمعروف فليكن أمره بمعروف، فإذا لم يُلتزم الأدب والخُلُق الإسلامي تنقلب المناصحة والنقد إلى لون من التشهير والجلد يوقع في ردود الفعل حيث يتصلب المخطئون ويزيد استمساكهم بخطئهم، لكن الخطأ في المعالجة وغياب الحكمة في عمليات النقد والمناصحة لا يجوز بحال من الأحوال أن يودي بأصل القضية ويقود إلى إلغاء المناصحة بحجة فقدان الحكمة وجهل وفظاظة الذين يمارسونها، وإنما يتطلب إلغاء الوسيلة غير المجدية أو تهذيبها أو استبدالها، والاحتفاظ بضرورة استمرار القضية للمجتمع الإسلامي والعمل الإسلامي .

حتى لا تكرر الأخطاء

ولعل من أبرز الظواهر لغياب عمليات المراجعة والنقد والدراسة والتقويم التي يلمحها الإنسان في مسيرة العمل الإسلامي ومجال العاملين: العجز المزمن أو عدم القدرة على الاستفادة من تجربة العمل الإسلامي الواحد، أو من تجارب العمل الإسلامي على الساحة الإسلامية بشكل عام، لذلك فإن تكرار الأخطاء أصبح وكأنه ضربة لازب وضريبة مستمرة مطلوب إلينا أن نقدمها في كل بلد إسلامي، أو حتى في البلد الواحد نفسه؛ وهذا الأمر ليس سراً بل نرى تأكيده من الجميع، ونسمع الشكوى منه من الجميع؛ وترفع شعارات هنا وهناك بضرورة أن يستفيد العمل الإسلامي من تجاربه الخاصة ومن تجارب العاملين للإسلام بشكل عام طول العالم وعرضه حتى لا تتكرر الإصابات.

ولعل عدم القدرة على معالجة ذلك من أشد حالات العجز التي يمكن أن تصيب الدعاة وتحاصر منطلقاتهم، وتحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم، وتدعهم هكذا يرواحون في مكانهم، ذلك أن المفروض بالمسلم أن يكون قادراً على الاستبصار والاعتبار بالتاريخ العام وبعبر الحوادث من حوله، فكيف إذا كان عاجزاً عن الاعتبار بتاريخه الخاص وتجنب العثرات التي سبق له السقوط فيها؟!

إن هذه العثرات والأخطاء تتكرر دائماً، والكل يشكو، والكل ينتهي عند عتبة هذه الشكوى وكأنها العلاج !! ولو طلب إلى أحدنا أن يأتي على ذكر الآيات القرآنية التي تدعو إلى النظر والاعتبار وتعرض لتطبيقات ميدانية من تاريخ الأمم السابقة لأتى عليها بسهولة، ولأمكنه ذلك بمجرد اطلاعه على مادتها اللغوية في ( المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ) لكننا جميعاً، إلا من رحم الله، نبقى عاجزين عن إعمالها في حياتنا ومشكلاتنا، فنقع بعملية الهجرة والعقوق لقرآننا التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الوقوع فيها، قال تعالى:

(وقال الرسول يا رب إنَّ قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ) (الفرقان: 30) والهجرة لا يعني: عدم التلاوة والقراءة فقط، وإنما يعني أيضاً العجز عن وضع خطاب التكليف في مكانه المطلوب من حياتنا، وحكمنا على الأشياء من خلال قيم الكتاب والسنة.. فإلى متى يتكرر اللدغ من الجحر نفسه أو من الجحور المماثلة، ويركبنا الصلف، ونقرر أن الهزائم انتصارات، أو نصر على السير في الطريق المسدود، ونحول دون أية عملية مراجعة أو تقويم ؟!

وفي تقديرنا أن لذلك أسباباً عديدة، ونحن هنا لسنا بسبيل استقصائها ووضع دراسة في هذا الموضوع على ضرورتها وأهميتها، وإنما نرى من مهمتنا في هذا المجال أكثر من إثارة للموضوع ووضع ملامح رئيسة وتأملات يمكن أن تفيد على الطريق إلى العمل الإسلامي السديد، ويمكن أن يكون أحد أبرز هذه الأسباب:

عدم وضع دراسة تقويمية نقدية لكل تجربة ومرحلة في مسيرة العمل والدعوة، وبيان السلبيات والإيجابيات، كما يقولون، وتحديد جوانب الإخفاق وأسبابه، وجوانب النجاح وعوامله لتكون دليلاً للجيل المسلم الذي يقف على الأرض نفسها، أو يتعامل مع الظروف لتكون ذاتها، أو للجيل القادم الذي يمكن أن تعرض له مشكلات مماثلة فيحسن اختيار الموقع الفاعل إسلامياً كما يحسن قراءة الظروف وحسن التعامل معها ويختصر التجربة.

ونستطيع أن نقول: إن المكتبة الإسلامية الحديثة تكاد تكون خالية أو شبه خالية من الدراسات النقدية التقويمية للمراحل التي مرت بها الدعوة الإسلامية والتجارب التي عانتها رغم كثرتها، التي تبصر الجيل بتاريخه، وتعرفه بالأخطاء، وتدربه على حسن المواجهة مع أعداء الإسلام والمسلمين.. إن المكتبة الإسلامية الحديثة غنية بكثير من الدراسات التي تحمل طابع الكلام عن الإيجابيات ووضع المبررات، وكيل المديح بلا حساب، أما الدراسات الناقدة والأصوات الناقدة، فتكاد تكون غائبة تماماً، فكيف لا يتكرر الخطأ والحالة هذه؟!.

لقد مرت على العالم الإسلامي أحداث جسام شكلت منعطفات كبرى في تاريخه الفكري والسياسي، وكان للدعوة الإسلامية في ذلك مواقف ، فإلى أي مدى كانت هذه المواقف صائبة أو خاطئة ؟ ما هي جوانب الخطأ والصواب في ذلك ؟ وهل تحققت الأهداف المرسومة إسلامياً ؟ لتكون لدراسات صوى على طريق الجيل المسلم تمكنه من قراءة تاريخه الحديث، وتبصره وتفتح أبصاره صوب مستقبله؛ تقول للجيل المسلم: استفد من التجربة، وأحذر الوقوع في الخطأ..

إن معرفة الخطأ والصواب من حق كل العاملين في حقل الدعوة الإسلامية الذين يقفون على أرض المواجهة نفسها ليكونوا على بينة من أمرهم، فلا يكرورن المشكلة نفسها.. وحصر ذلك في طبقة أو مجموعة على افتراض وجوده يحمل الكثير من الخطورة على العمل الإسلامي ومستقبله..

ويمكن أن لا يكون السبب في ذلك ـ فقدان الدراسات الناقدة ـ عدم وجود المؤهلات والقدرات المدربة فقط ، وإنما قد تكون المشكلة أن العمل الإسلامي ما يزال يضيق ذرعاً بالدراسات النقدية التقويمية تحت شتى العناوين وبشتى المعاذير، وقد تكون هذه المواقف عند كثير من العاملين عن حسن نية والتي لا تخلو من كثير من الغفلة، كما أسلفنا، إلى درجة قد تستخدم معها هذه الغفلة لمطاردة ومحاصرة الأصوات الناصحة الداعية إلى المراجعة وإعادة النظر.. ويمكن أن نفسر ظاهرة الانفصال والنزف المستمرة عن بعض صور العمل الإسلامي بسبب من ضيقه بالحوار وضيقه من تعدد النظر..

التعسف في التفسير الإسلامي والتعصب الحزبي

وقد يكون السبب : الخطأ في الأصل: التسليم بعصمة الأشخاص أو في مشكلة الولاء للأشخاص، التي لا بد لها من فلسفة ومبررات ملازمة لاعتقاد عصمتهم عن الخطأ، فيصبح غاية الجهد إيجاد المبررات ونفي الأخطاء، أمراً لازماً للصورة، فلا بد من الحفاظ عليهم، أحسنوا أم أساؤوا، الأمر الذي يكرس الخطأ، ويوقف المناصحة، ويستبدل بالناصحين غيرهم ممن لا يزالون في مرحلة التمييز ودون سن الرشد.

وقد يكون السبب هو التعسف في التفسير الإسلامي، ذلك أن بعض الجماعات والأشخاص قد تعرض لهم ظروف خاصة في أزمان خاصة فيحاولون تفسير الإسلام وإسقاط مدلول آياته وأحاديثه على ظروفهم والقطع بما ذهبوا إليه ، ، وعدم الاكتفاء بذلك وإنما تعميم هذا التفسير على عالم المسلمين وعالم العاملين للإسلام بشكل عام والذي لا يرى تفسيرهم هذا يمكن أن يكون خارجاً عن الطاعة ومفارقاً للجماعة التي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنه، إلى درجة قد تستبيح دمه..

وبالمناسبة يجب أن لا يغيب عن بالنا أنه من العلل الكبيرة التي أصابت أصحاب الأديان السابقة، لتكون لنا وسائل إيضاح وتجربة، فلا نقع بما وقعوا فيه، إنما كانت بممارسة الإرهاب الديني والتحكم بمصائر الناس، ومطاردة الأفكار المخالفة وتحريق كتبها، وإن أمكن قتل أصحابها، إلى درجة غيبت الحقيقة وأظهرت الخرافة..

وقد يكون من أسباب تكريس الخطأ: وقوع بعض النماذج في العمل الإسلامي في حمأة التعصب الحزبي نتيجة لضغط المجتمعات وردود الأفعال، وتحويل الآراء الاجتهادية إلى مذاهب سياسية، والتجمعات الإسلامية إلى طوائف حزبية .. أو بمعنى آخر الارتكاس في مدلول المناصرة والعودة إلى المفهوم الجاهلي بسبب من غفلةٍ وغياب للبعد الديني الإيماني، وبذلك يكرس الظلم ويكرس الخطأ، وينتصر بعضنا ويتحزب لمن يواليه مظلوماً أو ظالماً بدل أن يأخذ على يديه .

وقد أشرنا سابقاً أنه من الخطأ العقيدي والتاريخي والثقافي والحضاري، والدعوي، إن صح التعبير، ربط الإسلام بجنس أو لون أو عرق أو جماعة أو جيل أو زمان معين، وإنما لا بد من التأكيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم وحده هو محل الأسوة والقدوة الذي تربى على عين الله عز وجل وتسديد وحيه؛ وأن القيم هي المقياس وليس الأشخاص، والسبيل إلى الصواب والتصويب أن نعرف الحق لنعرف رجاله، وأن يبقى ميزاننا الحق وليس الرجال..
walid95
موضوع جميل جداا شكرا جزيلا لك في انتظار جديدك القادم
مواضيع مماثلة

سجل دخولك أو أنشئ حسابا لترك رد

تحتاج إلى أن تكون عضوا من أجل ترك الرد.

انشئ حسابا

الانضمام إلى مجتمعنا من خلال إنشاء حساب جديد. من السهل


أنشئ حسابا جديد

تسجل دخول

هل لديك حساب بالفعل؟ لا توجد مشكلة، قم بتسجيل الدخول هنا.


تسجيل دخول