المواضيع الأخيرة
اختيار الأسهم
من طرف salma3li أمس في 7:03 am

كيف اشتري اسهم في البورصة السعودية
من طرف salma3li الإثنين أبريل 22, 2024 7:10 am

افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي
من طرف salma3li الإثنين أبريل 22, 2024 6:54 am

طرق الاستثمار في الاسهم بالسوق السعودي
من طرف salma3li الإثنين أبريل 15, 2024 7:43 pm

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 111 بتاريخ الخميس يناير 02, 2020 11:11 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 213 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو عبدالرحيم فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 2908 مساهمة في هذا المنتدى في 1855 موضوع

لونك المفضل


الملتقى العلمي للطلاب الجزائريين :: الأرشيف الاجتماعي :: Old4you :: الأرشيف العام :: قسم الفقه وأصوله

نظرات في مسيرة العمل الإسلامي » ما أشبه الليلة بالبارحة

Admin
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم.. ) ( البقرة:120 )
لا نعتقد أن ما نعرض له هنا يبعد بنا كثيرا ً عن متابعة ما بدأناه من تأملات حول مسيرة العمل الإسلامي لنساهم ما أمكننا في تسديد هذه المسيرة، ومحاولة نقل مواقع العمل الإسلامي إلى المجال المجدي على ضوء الإمكانات المتاحة والظروف المحيطة، للوصول إلى التوازن المطلوب بين طرفي المعادلة عند العاملين للإسلام، وتحقيق التلازم الغائب بين إخلاص النية لله وإتقان المقدمات واتخاذ الأساب للوصول إلى الصواب، والقيام بعملية المراجعة الدائمة، والدراسة والتقويم لنكتشف مواطن تقصيرنا وسبب قصورنا، ولنتعرف على مدى انطباق خطواتنا على المنهج الإسلامي السليم، ونفقه السنن الجارية التي شرعها الله في الأنفس والآفاق، ونحسن التعامل معها حتى لا يقع الخلط بينها في توجهاتنا صوب تحقيق الأهداف الإسلامية وبين السنن الخارقةـ المعجزات ـ حيث تتوقف عملية التكليف، وتخرق السنن والقوانين المألوفة للدلالة على قدرة الله تعالى، ورفع الالتباس الحاصل بالفهم بين قدرة الخالق وتكليف المخلوق وحسابه، وأن من شرع السنن وخلقها لا يمكن أن يحكم نفسه بها، وإنما يحكم مخلوقاته ويحاكمهم على ضوئها.

فلا بد لإنضاج الحقيقة من زمن والتزام للسنن، ولتحقيق الأهداف من الخضوع لهذه السنن، والتنبه الزائد إلى عملية الخلط بين الإمكانات والأمنيات التي أرهقت العمل الإسلامي وأوقعته في الكثير من الارتباكات والإحباطات والمهالك، وسيرته في الدروب التي أبعدته عن هدفه، فليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يُجز به ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً ) (النساء: 123)

ذلك أن العمل الإسلامي السليم والحل الإسلامي، هو الأمل الباقي والمخرج الوحيد للأمة بعد سلسلة الهزائم العسكرية والسياسية وواقع التجزئة والتخلف وما أورث ذ لك من الإحباطات النفسية على الأصعدة كلها، حتى ليمكننا القول:

إن قضايا الأمة ووجودها الفاعل وعطاءها كان يتعرض تاريخياً لعمليتي المد والجزر على ضوء سلامة هذا العمل وحضوره وصوابه ووعي المسلمين التاريخي؛ ونسارع إلى القول أيضاً:

إن الأمة المسلمة تعرضت لعمليات جزر متعددة، إلا أن هذه العمليات على امتداد التاريخ الإسلامي لم تؤد إلى ذوبان الأمة وانتهئها، وانقطاع تواصلها الحضاري .. صحيح أن مساحة هذا التواصل كانت تتسع وتضيق، إلا أن القضية الإسلامية لم تتوقف أو تنقطع، والطائفة القائمة بأمر الله لم تغب عن الساحة يوماً.. وأن الأمة المسلمة خضعت للدورات الحضارية التاريخية لكنها تميزت عن سواها من الأمم باستعصائها على السقوط والذوبان بفضل اعتصامها بالقرآن الكريم وانتمائها للإسلام الذي كان قوة دافعة للنمو والامتداد أيام الازدهار، كما كان قوة مانعة من السقوط والانكسار في أيام الضعف والخضوع للاستعمار، الأمر الذي نلمحه خلال المسيرة الإسلامية الطويلة بأحوالها المختلفة.. نلمح هذا في الحملات الصليبية التي دامت ما يقارب القرنين، والهجمات التترية التي كانت كالإعصار المدمر، لم تمر على شيء إلا تركته خراباً، والحقبة الاستعمارية وما رافقها من فساد على المستويات كلها إلى درجة غرس جيل غريب في فكره وثقافته في جسم الأمة التاريخي، إنه جيل الاستعمار الذي جيء به ليتابع الطريق، وما تعانيه الأمة المسلمة اليوم من الحقبة اليهودية التي حملت في جوفها كل الأحقاد التاريخية، واستحضرت كل التجارب التاريخية في المنطقة المسلمة، وحاولت الاستفادة من كل الهجمات التاريخية لتتجنب عثارها .

القراءة الخاطئة

وقد يكون المطلوب من الأمة المسلمة الآن، ونحن في شهر الإسراء والمعراج، القيام بعملية المراجعة على المستويات كلها، فإلى أي مدىً نحن قادرون على الاستفادة من الدرس التاريخي، وتوظيف حقائق التاريخ التي ما تزال ماثلة، توظفها الصهيونية العالمية ثمرة الحملات الصليبية ونتيجتها ؟ أما نحن فما نزال مصِّرين على القراءة الخاطئة ذلك أنه مهما يكن من أمر، ومهما اختلفت التفاسير للوجود اليهودي، فإن إسرائيل امتداد للغرب الصليبي تنتسب إلى الحضارة الغربية، تكنولوجياً وعلمياً، تنحدر منها وتلتقي معها على العهد القديم في الرؤية الدينية (لقد أخبروني.. أنه منذ بداية الحضارة سنت قوانين ولكنها جميعاً لم تصل إلى مستوى قانون الله في الوصايا العشر .. إن المرء يسائل نفسه أحياناً عمَّ إذا كان العالم الآن يواجه معركة فاصلة قبل يوم القيامة بين قوى الخير والشر كما تنبأت التوراة.. إن العالم يمر حالياً في الفترة التي وصفها العهد القديم ـ التوراة ـ عندما تنبأ بمعركة فاصلة ولكنها مدمرة للعالم بين الخير والشر، يعقبها مباشرة يوم الحساب ) (ريغان ، الرئيس الأمريكي ـ 1984م ).

وتأتي محاولات يهود المستمرة في الاعتداء على الأقصى وانتهاك حرمته تمهيداً لهدمه وبناء الهيكل مكانه ليكون قبلة يتجه إليها اليهود ويتوجهون منها إلى أرض المسلمين جميعاً، تحقيقاً لهذه الرؤية التوراتية..

إن كثيراً من المسلمين يمرون بحادثة الإسراء والمعراج مروراً عابراً يحاولون قراءتها بصورة ساذجة وبسيطة، وقد يقعون في جدل حول بعض الأحاديث والرؤى، لمّا ينته بعد حول كيفية الإسراء، وهل حصل بالروح أم بالجسد، ويعرضون الحادثة على عقولهم، فتستحيل عندهم كما استحالت في عقول من سبقهم فأنكرها أو أوًّلها، في الوقت الذي يتابع فيه يهود اعتداءاتهم على الأقصى وبرامجهم في التهويد، وأقل ما يقال في الموضوع: إن القضية لها علاقة بالسنة الخارقة التي لا تخضع لقانون العقل، وإن الله تعالى قال:

(سُبحان الذي أسرى بعبده ) ولا تطلق كلمة (عبده ) في اللغة العربية إلاّ على الجسم والروح ، ونرى أنه لا بد من تجاوز الجدل حول الحادثة إلى المعاني الكبيرة التي سبقت حادثة الإسراء ورافقتها، إنها جاءت بعد مواجهات مريرة مع المشركين في مكة، على كل المستويات بما في ذلك المقاطعة الجماعية في الشعب، ورحلة الاضطهاد في الهجرة إلى الطائف والعودة منها، وفي الاعتمال النفسي بموت العم الحامي والزوجة الحانية.. إنها المعاني الكبيرة والآفاق الواسعة التي رسمتها الحادثة للخروج بالدعوة الإسلامية المحاصرة في مكة، والتي خرجت منهكة من الشِّعب ومحبطة من رحلة الطائف، عن مستوى الزمان والمكان، فالدعوة ليست وقفاً على زمن معين، أو جيل بذاته أو أي مكان، إنها قضية الإنسان حيثما كان وإلى جنس انتمى.. إنها بدأت في مكة مركز النبوة الأولى، وانطلقت إلى القدس أرض النبوات، ثـم شملت العالم، قال تعالى: (إنّ أول بيتٍ وضع للناس للذي ببكة مباركا ) ( آل عمران :96)، والذي بنى البيت وأصل التوحيد هو أبو الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام، والذي جاءت رسالته خاتمة، وجاء كتابه مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي صلى بالأنبياء إماماً هناك في بيت المقدس الذي بارك الله حوله، والذي يشكل الاعتداء عليه اليوم اعتداء على النبوة بأصلها وختمها..

إن كثيراً من المسلمين يمرون أمام حادثة الإسراء والمعراج ويعجزون عن وضعها في مكانها المناسب من المسؤولية الإسلامية والتكاليف الشرعية؛ إن حادثة الإسراء والمعراج على الرغم من أنها تعطي المدد النفسي للمسلم، لكنها في الوقت نفسه مناسبة مؤدبة للمسلمين اليوم الضائعين عن إسلامهم ومستلزمات عقيدتهم.

الهجمة المغولية .. حملة صليبية جديدة

وقد يكون المطلوب اليوم أكثر من أي وقت، وقد مضى على احتلال يهود لأرض النبوات سبعة وثلاثون عاماً، العودة إلى التاريخ ودراسة الحملات الصليبية، ومن ثم الحقبة الاستعمارية للعالم الإسلامي التي تشكل حلقة غير منفصلة عن الجذور الصليبية، ومن اثم لانتهاء إلى الصورة الأخيرة للغارة على العالم الإسلامي، صورة الصهيونية التي تعتبر امتداداً طبيعياً للحملات الصليبية وتحاول الاستفادة من دروسها، والتي تقف النصرانية بوجهيها الشرقي والغربي على حد سواء في صفها.. فالتحالفات اليهودية الوثنية الصليبية ضد الإسلام والمسلمين ليست جديدة فقد بدأت في غزوة الخندق عندما حزبت يهود الأحزاب ضد المسلمين، وشهدت لقريش الكافرة المشركة وقتئذ أن أصنامها أهدى من دين محمد صلى الله عليه وسلم ولم تتوقف إلى هذه اللحظة.

ذكر المقريزي في كتابه ( السلوك ) وغيره من المؤرخين أن المغول أثناء غزوهم للشام والعراق أظهروا اهتماماً خاصاً بالنصرانية، وعطفاً شديداً على النصارى، كما احترموا المؤسسات النصرانية بشكل عام، وإذا كان المغول قد ذابوا في جميع المدن والبلاد الإسلامية التي دخلوها عنوة على ذبح أهلها من المسلمين، فإنهم حرصوا في الوقت نفسه على حماية أر واح وممتلكات سكانه من النصارى، وهكذا هدم المغول جوامع، وخربوا مساجد ومآذن ، في الوقت الذي حافظوا فيه على الكنائس وشملوها بحمايتهم، وقتل المغول كثيراً من فقهاء المسلمين وعلمائهم، وأعدموا خليفتهم في بغداد، في الوقت الذي لم يحاولوا المساس بأسقف أو قسيس أو راهب.. بل لقد حدث في الوقت الذي قتل المغول فيه الخليفة العباسي، وأحرقوا المسجد الجامع أن أنعم هولاكو علىٍ البطرق النسطوري في بغداد بالهدايا الثمينة، وخصص أحد قصورها مقراً له.. لذلك لا عجب إذا هلل النصارى الشرقيون بوجه خاص لما قام به المغول من أعمال في العراق والشام، واعتبروهم حماة النصرانية الذائدين عنها، الآخذين بثأرها فحرص بعض بطراقتهم وأمرائهم على ملازمة المغول في زحفهم ومشاركتهم في احتلالهم، بل على تحريضهم ضد المسلمين للتشفي فيهم والقضاء عليهم؛ وبعبارة أخرى: إن المعاصرين من النصارى وجدوا في غزو المغول لبلاد الشام والعراق فرصة طيبة للثأر من الإسلام والنيل من المسلمين، واعتبروا تلك الغزوة بمثابة حملة صليبية جديدة أتت لنصرة النصارى، لكنها أتت هذه المرة من الشرق لا من الغرب مثل سائر الحملات الصليبية المألوفة.. ومما يجب ذكره أ ن زوجة هولاكو بالذات كانت نصرانية كما أن بطانته ومستشاريه ومؤيديه كانوا من النساطرة والأرمن بوجه خاص.. ويروي المقريزي في حوادث سنة 658هـ فيقول:

(استطال النصارى بدمشق على المسلمين، وأحضروا فرماناً من هولاكو بالاعتناء بأمرهم وإقامة دينهم، فتظاهروا بالخمر في نهار رمضان، ورشوه على ثياب المسلمين في الطرقات، وصبوه على أبواب المساجد، وألزموا أرباب الحوانيت بالقيام إذا مروا بالصليب عليهم، وأهانوا من امتنع عن القيام للصليب، وصاروا يمرون به في الشوارع إلى كنيسة مريم، ويقفون به ويخطبون في الثناء على دينهم، وقالوا جهراً: ظهر الدين الصحيح دين المسيح. فقلق المسلمون من ذلك وشكوا أمرهم لنائب هولاكو ( كتبغا) فأهانهم وضرب بعضهم، وعظّم قدر قسس النصارى ونزل إلى كنائسهم وأقام شعائرهم ).

(أنظر كتاب الحروب الصليبية لسعيد عاشور، وما كتبه رنسمان عنها أيضاً ) والمراسلات والاتفقات بين بعض قادة الحملات الصليبية وبين المغول معروفة في مكانها من كتب التاريخ.

ولكن مسلمي هذه الأيام ما أسهل أن يخدعوا عن هذه الحقائق، وأن يسقطوا في الشَّرك لحظات انفصالهم عن دينهم، وبعدهم عن التزامه وسلوك طريقة القويم ..

وترجع أهمية الحروب الصليبية في أنها تشكل تجربة غنية في تاريخ المسلمين، وهذه التجربة ليست من التجارب العابرة المحدودة الأثر والنتائج وإنما هي تجربة كبرى خطيرة مملوءة بالدروس والعظات، الأمر الذي يتطلب أن نتأملها ونبحثها في كل وقت ونراجع حساباتنا معها على ضوء المستجدات في معركة المواجهة السياسية والحضارية والعسكرية لنستفيد من أخطاء الماضي ونتجنبها، ونواجهه أخطار وتحديات الحاضر ونتغلب عليها.. إن ذيول الحروب الصليبية لمّا تنته بعد، وسواء قلنا: إن التاريخ يعاد بنفسه أولاً، فإن هناك سنناً تحكم قيام الأمم وسقوطها، وتتكرر النتائج كلما تحصلت الأسباب.

الصليبيون الجدد .. وجيل التحرير

إن من الواضح أن الأوضاع التي تحيط بالعالم العربي اليوم تجعلنا نشعر بأننا في وضع أقرب ما يكون إلى الوضع الذي سبق الحملة الصليبية الأولى منذ ثمانية قرون، الأمر الذي يتطلب دراسة الحركة الصليبية دراسة علمية دقيقة، وتحديد عوامل النهوض التي قادت الأمة إلى النصر، وشروط النصر التي تحققت بعد أن كادت تطمس الهوية الإسلامية لهذه البلاد خلال ثمانية أجيال، أي ما يقارب القرنين من الزمان، غاب فيها الإسلام، وأقيمت الجيوب الطائفية، ودعمت وأثيرت الأقليات الدينية، واستيقظت النزاعات الإقليمية والباطنية التي ما نزال نعاني من آثارها حتى اليوم، والتي ماتزال الصهيونية تغذيها وتقف إلى جوارها بشكل ظاهر أو خفي ( نحن جزء من العالم العربي، ولكننا في الوقت نفسه منفصلون عن هذا العالم لأن جزءاً كبيراً من هويتنا جاء من أصول أوروبية غربية )

(كميل شمعون: التايم الأمريكية (5) مارس [آذار] 1984م ) إن مستقبلنا ومصيرنا مرتبطان بحجم التعاون المشترك مع إسرائيل) (الجميل: المصدر السابق نفسه ).

لقد مرت بالأمة المسلمة فترات ضعف مكًّنت العدو من التغلب عليها والسيطرة على أرضها، لكن بقاء الانتماء للإسلام حال دون ذوبانها في فترات ضعفها، كما أسلفنا، والأمة المسلمة تاريخياً: كلما حققت الالتزام بالإسلام مع الانتماء إليه أمكنها من رد عدوها ونشر حضارتها، وقد أدرك خصومها ذلك، فكان لا بد من سلخها عن إسلامها لضمان استمرارية غلبة الأعداء عليها؛ والأمر الذي أصبح واضحاً: أن عملية الاسترداد للأراضي الإسلامية التي قام بها صلاح الدين الأيوبي ـ رحمه الله ـ بعد القضاء على واقع التجزئة والتمزق والتناحر والدويلات التي كانت تملأ عالم المسلمين، سبقها بناء جيل، هو جيل التحرير ، استطاع بواسطته صلاح الدين أن يحرر القدس وغيرها من بلاد المسلمين من الصليبيين، وأننا مهما حاولنا استدعاء صلاح الدين دون إمكانية تربية جيل التحرير فلن نظفر بنتيجة.

ومن الأمور المضحكة المبكية أن يٌقرأ تاريخنا بروح إقليمية عنصرية، ويٌقزم أبطالنا تحت رايات جاهلية من قبل جيل الاستعمار فيحكم على صلاح الدين .بأنه كردي يجب أن يخرج من تاريخنا، في الوقت الذي يهتم فيه يهود بقراءة تاريخنا الإسلامي ومعرفته ليتمكنوا من خلاله الإحاطة بنقاط الضعف والقوة مما يسهل لهم تحقيق ما يريدون، يقول موسى ليفي رئيس أركان جيش العدو، وهو من أصل (عربي ) حصلت على دبلوم في التاريخ الإسلامي لأعرف كيف أحارب المسلمين وأنتصر عليهم!! ( من دراسة أعدتها أورينت برس نشرتها جريدة الوطن الكويتية ـ 1984م ).

العشور الصلاحية

لقد كان لعودة القدس إلى المسلمين بعد ما يقارب القرن من الزمان ـ الذي أسكت فيه صوت التوحيد ـ دوي هائل في الساحة الإسلامية، ومحاولات مستميتة من جانب الغرب النصراني، حتى إن فليليب أوغسطس ملك فرنسا، وهنري الثاني ملك انجلترا فرضا ضرائب على الإيراد في بلديهما وصلت إلى عشرة بالمائة سموها: (العشور الصلاحية ) نسبة إلى صلاح الدين، ورصدت حصيلة هذه الضريبة لإعادة غزو بيت المقدس، أتعجب بعد هذا إذا اعتبرنا الصورة الحديثة للحملات الصليبية هي الهجمة اليهودية، والدعم المادي والعسكري الذي يدفع لها هو الضريبة والجزية (العشور الصلاحية ) لأنها حققت حلم الصليبية العالمية؟! هذا إذا لم تكن الحملات الصليبية الاستعمارية ابتداء قامت بتحريض من يهود الذين استقرت هجراتهم في أوروبا، وأنهم هم الذين دفعوا النصارى صوب الشرق الإسلامي، وأنهم الآن يستفيدون من كل هذا ويوظفونه لمصلحتهم، هل تعجب بعد هذا للقروض والهبات الأمريكية، والجزية الألمانية، والمساعدات الأوروربية بشكل عام ؟! لقد كانت إسرائيل قادرة على ابتزاز الشعور الأوروبي الصليبي في مواجهة المسلمين..

وقد تختلف الهجمة اليهودية عن الحملة الصليبية في أنها لم تقتصر على الجيوش، وإقامة القلاع والحصون والقواعد العسكرية، كما كانت الحملات الصليبية، وإنما أريد لها أن تزرع شعباً غريباً مكان الشعب المسلم، وبهذا تسيطر بقوة الجيش، وبقوة سكان مجتمع استيطاني له دولته، وهو كيان معاد دينياً وحضارياً للمنطقة حيث إنه امتداد حضاري وبشري لليهوية العالمية كنسب جنسي، وللغرب النصراني كنسب حضاري وتكنولوجي واستراتيجي..

عملية اجهاض القيم

إن قيام إسرائيل حقق أهدافاً كثيرة: أقام الجيوب الطائفية والنزعات الإقليمية ونشطها، وامتص طاقات وخبرات المنطقة اقتصادياً، وساهم بتكريس واقع التجزئة، وخرب عالم الأفكار.. ولا يمكن أن نفهم أسباب الهزائم المتكررة، وأسباب الانهيار أمام إسرائيل إلا إذا عدنا إلى جوهر الأفكار التي نحملها إلى مدارسنا وجامعاتنا، إلى وسائل إعلامنا المتعددة ، إلى بيوتنا وشوارعنا، إلى واقعنا، فسوف لا نرى فيه أثراً من هويتنا الأصلية .. ولا سبيل إلى الخلاص إ لا إذا جددنا انتماءنا إلى هذا الدين والتزمنا به،وعدنا إلى تاريخنا نستلهمه، ودرسنا عوامل النهوض ووسائله من الإعداد والاستعداد وشروطه، وأول هذه الشروط أن يشمل التغيير بنيتنا الفكرية.. والحذر كل الحذر من طرح شعارات إسلامية للتحرير دون أن يكون من ورائها إعداد وتربية وفكر والتزام، لأن طرح الشعارات دون إيجاد المقدمات الحقيقية إنما هو عملية إجهاض لها، وبذلك تفتقد الأمة الأمل الباقي لها، ذلك أن أي محاولة للتغيير ضمن الشروط نفسها، وعلى الأرض ذاتها، ومن خلال البنية ذاتها سوف لا يعني إلا المزيد من الارتكاس أو الإنهاك حتى لو تغيرت الشعارات المطروحة والعناوين المرفوعة للتحرير..

إن صلاح الدين ـ رحمه الله ـ بدأ بنفسه فغيرها، واستشعر المسؤولية أمام الله عزوجل، فأنهى واقع العطالة والفساد والتجزئة في عالم المسلمين، وبنى جيل التحرير، وكذلك قام الفقهاء والعلماء والأمراء والقادة بمسؤولياتهم، فكان نصر الله، وكان تحرير المقدسات، ذلك المجتمع المفكك الفاقد لثقافته لا يمكن أن ينتج قوة عسكرية قادرة ومتماسكة، والإنسان المتخلف ثقافياً واقتصادياً وتربوياً لا يمكن أن يٍكون متفوقاً عسكرياً.. ومهما ارتفعت أصواتنا في استدعاء (صلاح الدين ) جديد، واشتدت معارك الشعارات على أرضنا، فلا سبيل إلى التحرير واسترداد بيت المقدس دون العزم على إعداد جيل التحرير الذي يمثل الوليد الشرعي لعقيدة الأمة ووجودها التاريخي، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله
walid95
موضوع جميل جداا شكرا جزيلا لك في انتظار جديدك القادم
مواضيع مماثلة

سجل دخولك أو أنشئ حسابا لترك رد

تحتاج إلى أن تكون عضوا من أجل ترك الرد.

انشئ حسابا

الانضمام إلى مجتمعنا من خلال إنشاء حساب جديد. من السهل


أنشئ حسابا جديد

تسجل دخول

هل لديك حساب بالفعل؟ لا توجد مشكلة، قم بتسجيل الدخول هنا.


تسجيل دخول